هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا

مبادرة المرقاة
22 يوليو 2024

(هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)

كتبه: طلال بن فواز الحسان

من أعظم أبواب الفقه فقه النيّات، فالنية الصالحة تُعَظَّم العمل اليسير، وتُجلّله بالهداية والسداد. وأعظم النيات بركةً في طلب العلم أن يكون المقصد من طلبه ابتغاء الرشد، كما قال موسى للخضر: (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا) :أي مما أسترشد به في أمري، من علم نافع وعمل صالح. وإذا كان مقصود الطالب من العلم إصلاح قلبه وإصابة الرشد في مسيره إلى الله نال خيرا عظيمًا وتمت عليه النعمة.

- سينقلب جدول الاهتمامات والمقروءات رأسًا على عقب، وسيتوارى كثير من المسائل والطبوليات التي تثير الانتباه، سيزهد المرء في قدر كبير من الكتب والمطبوعات وسيقل عنده التكاثر، ويكون مصب التركيزعلى معرفة الهدى بدليله.

- سيخف ذلك الداء المزعج داء المقارنات وسيغيب سؤال متى أحصل العلم؛ لأن الهدف أصبح ساميًا، والنية يمّمت وجهها شطر ربها طالبةً منه القرب والتزكية، فلم تعد بحاجة إلىهذا النمط من الأسئلة.

- سيتلاشى كثير من أمراض النفوس وعللها؛ لأن الطريق إلى الله يسع الجميع والتزكية فريضة العمر، ففي النفس شغل. وكثير من الإفرازات السيئة سببها النوايا المدخولة فإنها منبع ذلك، وتجفيف هذا النبع يكون بإصلاح النية وتصفيتها.

العلم لا يطلب لذاته، وإنما لكونه غاية موصلة إلى رضوان الله، ولكن ويا للأسف أصبح الهرم مقلوبًا، وأضحت الوسيلة غاية. قال ابن جماعة: "حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى والعمل به، وتنوير قلبه، وتحلية باطنه والقرب من الله تعالى يوم القيامة، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه، وعظيم فضله".

التعليقات

لا يوجد أي تعليقات لعرضها.

تسجيل الدخول